أختاه، يغمرني إحساس عميق وداكن بأنني سأموت وأنا ألد صغيري. لايخيفني إحساسي بقدر مايربكني، فأجدني أخطط للأشهر المقبلة منعلى أساس أنني مفارقة الحياة قريبا. لاأخاف الموت فهو راحة، ولم أعشق الحياة يوما، فطبيعتي المظلمة قليلا ونفسي الحساسة كثيرا ووفرة المدعين من حولي يحولون دوني ودون رؤية أكثر إشراقا للعالم. لذلك أختار أن أسجل لك وصية لإنسان أنا أكيدة بأن فراقي سوف يشقيه (هو صغيري\صغيرتي
في بادئ كلامي أريد أن أؤكد على أنني أرغب لطفلي أن يكون في حضانة أمي حتى يبلغ سنته الأولى فأمي وحدها قادرة على إعطاءه حنانا وحسا يكمل بهما ماشاء الله له من عمر، لكن أمي كبرت، وأخذنا منها نحن والسنون أجمل ما أعطت فأضحت على حال تستحق فيه أن تأخذ لا أن تقدم أكثر. لذلك أريد لطفلي أن يؤول إليك بعد سنته الأولى فأنت وحدك أهل لثقتي وأنت أقوى وأصدق وأشجع من عرفت من نساء. فأوصيك يا أختاه بطفلي الذي لا أئتمن عليه روحا غير روحك المحبة لأختك الصغرى، إرعيه وربيه كما كنت أنا سأفعل. ولأنك أقرب الناس إلى بيئتي وأعلم الناس بظروف نشأتي وأفهم الناس برغباتي وأكثر الناس دراية بما كنت سأحب لطفلي أن يكون، لأنك هذا كله كان لك وحدك أن ترعيه، فأحبيه يا أختي فهو بعض مني عندك، على أنني أتمنى أن يستقي منك بعضا من فرحك وإقبالك على ما تلون في الدنيا بألوان عجزت عينا أختك عن رؤيته
أختاه، إزرعي في طفلي ثمار الحرية، إسقه بعضا من تمرد أمه الفكري وأخبريه أنه لا يوجد سقف لسماء الفكر ولا رادا للعقل عن طرق كل باب. علميه أن أمه عاشت حرة في رأسها وإن شاءت ظروف نشأتها في مجتمع كمجتمعها أن لا تتمتع بنفس القدر من الحرية في عيشها، إلا أنها كانت دائما ترى نفسها حرة وهي تختار حاضرها وترسم طريق مستقبلها بوحي من قناعاتها وحدها لا بقناعات تعرض أو تفرض عليها. فقرأت في العقيدة وفكرت وقرأت في الفلسفة وفكرت وقرأت في التاريخ وفكرت وقرأت في الاجتماع والنفس والحب والأدب وفكرت حتى تكونت عندها قاعدة فكرية تسكن إليها متى احتاجت
أختاه، إروي طفلي بمياه العطف والحب. فمتى كبر قلب المرء فينا صغرت احتياجاته إلا عن حاجة واحدة (هي الحب). بالحب وحده يكون طفلي إنسانا لا رجلا أو امرأة فقط، بالحب يكبر ويعلى حتى لايكاد يلمس الفضاء، بالحب وحده سيجد سببا يعيش لأجله. علميه أن الحب شرف وجب على حامله أن يحفظه، والحب وسيلة يجمل ويكمل الإنسان فيه عمره لاغاية، فحين يتحول الحب إلى غاية يفقد الإنسان هناء العيش وراحة البال. أخبري طفلي أن أمه عاشت بحب ماعاشت، وأنها لم تكن لتعيش لولا أنها أحبت. وإن كان صغيري (طفلة أنثى) فأخبريها أن حب الأهل ينبوع يحفظ لها استمرارية قدرتها على حب نفسها ومن أحبت من الجنس الآخر، وإن جف ينبوع حب الأهل عند أي فتاة واختارت أن تهمش إحساسها بأهلها، عجزت عن إصلاح شأنها في حبها فباتت متخبطة المشاعر عاجزة عن صون حبها ونفسها مع من يستحق. وإن كان صغيري (طفل ذكر) فأخبريه بأن الحب وليس غير الحب يستطيع أن يقويه على هم العيش ووحشة الطريق. أخبريه أنه بالحب يفهم ويقدر ويتحمل، وبأن رجل دون حب كمبنى خرب لاتسكنه إلا الهواجس والأفكار. على أن يبدأ بحب ربه في أهله أولا وحب الله في الناس فلا يتسلى بقلب امرأة يوما ولا يقوى على ضعف أحد أبدا. وإن أقبل صغيري يوما على الزواج فقابليه بوصية واحدة: أن يختار بقلب محب وعقل نير، وإن أشار عقله عليه وعارض إحساس قلبه، كان خير له أن يأخذ برأي عقله لأن القلب متحول وجامح يضر بتحوله وجموحه والعقل موجود لترويض القلب وإيثار المصلحة على الضرر، على أن يرجح عقله هو أولا ثم عقل من استوثق من ناس
أختاه، علمي صغيري أن الصداقة دعامة للنفس ومسند للهم و صلة مع الغير. أخبريه أن صداقات أمه بدأت بالكم وانتهت بالكيف، فكان لها أن تصادق أناس عدة كشفتهم الظروف وعرتهم الأيام حتى بان منهم مابان. وعلى الرغم من الخديعة والإدعاء والتمصلح والتقلب لم تزل أمه مقبلة على صداقات أثبتت نفسها ووثقت عامودها في قلب أمه فكانوا هم أصحاب القلب والعقل والنفس. تلجأ لبصيرة عقلهم وتحتمي بدفئ كلامهم من قيظ الألم ووحشة الروح. فليعلم صغيري أن الأهل والحب وعلاقات العمل لا تغني الإنسان عن صاحب يقويه على ضعف نفسه وقسوة الحياة
أختاه، إجعلي من العمل أساسا تبنى عليه شخصية صغيري فليدرك منذ أن يدرك أن العمل يسد الحاجة ويرد العوز وبأن الطموح في العمل يضمن للإنسان حسن البقاء. فدعيه يا أختي يعمل من أجل نفسه وأهله، ويساعد في ترتيب شأنه وشأن أسرته بدءا من ترتيب السرير وهو صغير وانتهاء بتأمين مؤونة الأهل وهو كبير. أخبريه أن بالعمل وبالاختلاط بالناس يفهم الإنسان حدود طاقاته فيقوى على ماهو أصعب من مهام أو يرضى بحسن إتقانه لعمله ويقف عنده. المهم أن يعمل ويبحث عن عمل آخر ويعمله حتى يجد نفسه في مهنة وجدت له أو وجد هو لها. قولي لصغيري أن أمه لم تكره بقدر ما كرهت الفراغة من العمل، فالفراغ يقتل الرضى عن الذات ويثير النفس على النفس فيهم الإنسان بتمرير وقته بما لاينفعه وغيره أو قد يضره وغيره في أحيان كثيرة. أما النفس العاملة فتهوى الراحة وتقدر الطمأنينة لحاجتها إليها بعد طول جهد
أختاه، أحبك لصبرك ولجهدك في محبتنا ورعايتنا نحن أسرتك وصغيري إن شاء الله له البقاء من دوني لن يكون تعيسا لفقداني بقدر يفوق سعادته بحاضنة لوليد أختها وفاطمتة عن ذل فقدانه لأمه
هديل الحويل
في بادئ كلامي أريد أن أؤكد على أنني أرغب لطفلي أن يكون في حضانة أمي حتى يبلغ سنته الأولى فأمي وحدها قادرة على إعطاءه حنانا وحسا يكمل بهما ماشاء الله له من عمر، لكن أمي كبرت، وأخذنا منها نحن والسنون أجمل ما أعطت فأضحت على حال تستحق فيه أن تأخذ لا أن تقدم أكثر. لذلك أريد لطفلي أن يؤول إليك بعد سنته الأولى فأنت وحدك أهل لثقتي وأنت أقوى وأصدق وأشجع من عرفت من نساء. فأوصيك يا أختاه بطفلي الذي لا أئتمن عليه روحا غير روحك المحبة لأختك الصغرى، إرعيه وربيه كما كنت أنا سأفعل. ولأنك أقرب الناس إلى بيئتي وأعلم الناس بظروف نشأتي وأفهم الناس برغباتي وأكثر الناس دراية بما كنت سأحب لطفلي أن يكون، لأنك هذا كله كان لك وحدك أن ترعيه، فأحبيه يا أختي فهو بعض مني عندك، على أنني أتمنى أن يستقي منك بعضا من فرحك وإقبالك على ما تلون في الدنيا بألوان عجزت عينا أختك عن رؤيته
أختاه، إزرعي في طفلي ثمار الحرية، إسقه بعضا من تمرد أمه الفكري وأخبريه أنه لا يوجد سقف لسماء الفكر ولا رادا للعقل عن طرق كل باب. علميه أن أمه عاشت حرة في رأسها وإن شاءت ظروف نشأتها في مجتمع كمجتمعها أن لا تتمتع بنفس القدر من الحرية في عيشها، إلا أنها كانت دائما ترى نفسها حرة وهي تختار حاضرها وترسم طريق مستقبلها بوحي من قناعاتها وحدها لا بقناعات تعرض أو تفرض عليها. فقرأت في العقيدة وفكرت وقرأت في الفلسفة وفكرت وقرأت في التاريخ وفكرت وقرأت في الاجتماع والنفس والحب والأدب وفكرت حتى تكونت عندها قاعدة فكرية تسكن إليها متى احتاجت
أختاه، إروي طفلي بمياه العطف والحب. فمتى كبر قلب المرء فينا صغرت احتياجاته إلا عن حاجة واحدة (هي الحب). بالحب وحده يكون طفلي إنسانا لا رجلا أو امرأة فقط، بالحب يكبر ويعلى حتى لايكاد يلمس الفضاء، بالحب وحده سيجد سببا يعيش لأجله. علميه أن الحب شرف وجب على حامله أن يحفظه، والحب وسيلة يجمل ويكمل الإنسان فيه عمره لاغاية، فحين يتحول الحب إلى غاية يفقد الإنسان هناء العيش وراحة البال. أخبري طفلي أن أمه عاشت بحب ماعاشت، وأنها لم تكن لتعيش لولا أنها أحبت. وإن كان صغيري (طفلة أنثى) فأخبريها أن حب الأهل ينبوع يحفظ لها استمرارية قدرتها على حب نفسها ومن أحبت من الجنس الآخر، وإن جف ينبوع حب الأهل عند أي فتاة واختارت أن تهمش إحساسها بأهلها، عجزت عن إصلاح شأنها في حبها فباتت متخبطة المشاعر عاجزة عن صون حبها ونفسها مع من يستحق. وإن كان صغيري (طفل ذكر) فأخبريه بأن الحب وليس غير الحب يستطيع أن يقويه على هم العيش ووحشة الطريق. أخبريه أنه بالحب يفهم ويقدر ويتحمل، وبأن رجل دون حب كمبنى خرب لاتسكنه إلا الهواجس والأفكار. على أن يبدأ بحب ربه في أهله أولا وحب الله في الناس فلا يتسلى بقلب امرأة يوما ولا يقوى على ضعف أحد أبدا. وإن أقبل صغيري يوما على الزواج فقابليه بوصية واحدة: أن يختار بقلب محب وعقل نير، وإن أشار عقله عليه وعارض إحساس قلبه، كان خير له أن يأخذ برأي عقله لأن القلب متحول وجامح يضر بتحوله وجموحه والعقل موجود لترويض القلب وإيثار المصلحة على الضرر، على أن يرجح عقله هو أولا ثم عقل من استوثق من ناس
أختاه، علمي صغيري أن الصداقة دعامة للنفس ومسند للهم و صلة مع الغير. أخبريه أن صداقات أمه بدأت بالكم وانتهت بالكيف، فكان لها أن تصادق أناس عدة كشفتهم الظروف وعرتهم الأيام حتى بان منهم مابان. وعلى الرغم من الخديعة والإدعاء والتمصلح والتقلب لم تزل أمه مقبلة على صداقات أثبتت نفسها ووثقت عامودها في قلب أمه فكانوا هم أصحاب القلب والعقل والنفس. تلجأ لبصيرة عقلهم وتحتمي بدفئ كلامهم من قيظ الألم ووحشة الروح. فليعلم صغيري أن الأهل والحب وعلاقات العمل لا تغني الإنسان عن صاحب يقويه على ضعف نفسه وقسوة الحياة
أختاه، إجعلي من العمل أساسا تبنى عليه شخصية صغيري فليدرك منذ أن يدرك أن العمل يسد الحاجة ويرد العوز وبأن الطموح في العمل يضمن للإنسان حسن البقاء. فدعيه يا أختي يعمل من أجل نفسه وأهله، ويساعد في ترتيب شأنه وشأن أسرته بدءا من ترتيب السرير وهو صغير وانتهاء بتأمين مؤونة الأهل وهو كبير. أخبريه أن بالعمل وبالاختلاط بالناس يفهم الإنسان حدود طاقاته فيقوى على ماهو أصعب من مهام أو يرضى بحسن إتقانه لعمله ويقف عنده. المهم أن يعمل ويبحث عن عمل آخر ويعمله حتى يجد نفسه في مهنة وجدت له أو وجد هو لها. قولي لصغيري أن أمه لم تكره بقدر ما كرهت الفراغة من العمل، فالفراغ يقتل الرضى عن الذات ويثير النفس على النفس فيهم الإنسان بتمرير وقته بما لاينفعه وغيره أو قد يضره وغيره في أحيان كثيرة. أما النفس العاملة فتهوى الراحة وتقدر الطمأنينة لحاجتها إليها بعد طول جهد
أختاه، أحبك لصبرك ولجهدك في محبتنا ورعايتنا نحن أسرتك وصغيري إن شاء الله له البقاء من دوني لن يكون تعيسا لفقداني بقدر يفوق سعادته بحاضنة لوليد أختها وفاطمتة عن ذل فقدانه لأمه
هديل الحويل
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
من زمان و فطوم مكلمتني عن الوصيه هذي, و دورت عنها بالنت (بحكم انج تكتبين في بازار) و ما قدرت اوصل لها.
قريتها أخيرا
. الله يخليج للبيبي يارب و يتربى و ينهل من حنانج و ثقافتج يارب و لا يحرمكم من بعض.
و اهم شي الله يخلي لكم خالتي حبيبتي
Unknown said...
Monday, June 8, 2009 at 1:58:00 AM GMT+3
كلامج في الوصيه يعور القلب, و مع ذلك حبيته لأنه واقعي.
عبرتي باسلوب رائع و راقي عن كل اللي ودي اقوله حق زوجي و اخوي الكبير. دايما اوصي زوجي و اقوله, ان صار فيني شي اعيالي توديهم عند اخوي محمد مو احد ثاني. اهو احن واحد راح يكون عليهم
Unknown said...
Monday, June 8, 2009 at 2:05:00 AM GMT+3
هلا بأم خليفة، هالموضوع يمس كل أم ولأنج إنسانة حساسة أكثر من غيرج وقفتي عنده، الله يخليج حق عيالج يا مريم وقولي إن شالله ما ياخذ أمانتنا إلا واحنا مأدين أمانتهم وصاينينها. هذي الرسالة كتبتها وآنه حامل ب 8 شهور وكنت خايفة على البيبي أكثر ما كنت خايفة على نفسي، سبحان الله شلون إحساس الأمومة ينزرع بقلب الأم من تحمل، طبعا مو كل أم بعد هم لازم نقول بس لأن آنه وانتي إنوجد في حياتنا أحلى أمين وأقوى أمين وأحن أمين فبعون الله راح نكون خير خلف حق خير سلف
فاطمة دوم تضرب لي مثال الأمومة فيج على فكرة، يعني لما ييت أرظع شجعتني وقالتلي أشياء من تجربتج، ولما أتخيل نفسي قاعدة أقرأ حق بيبيي تقول لي مريم اسم الله عليها تسوي جذي، يعني إنتي مو بس حبيبتنا وصديقتنا وأخيتنا لا إنتي بعد قدوتنا
أحبج
هديل said...
Monday, June 8, 2009 at 8:26:00 AM GMT+3
ما عندي رد غير اني اقول
بوسه لج انتي وبوسه حق فطومه و بوسه حق حمودي الصغير.
Unknown said...
Monday, June 8, 2009 at 12:20:00 PM GMT+3
touching!
3war galb ;(
m3a eni grait.ha b.bazaar.. bs esta'3rabt eni actually dama3t mn grait.ha again.. u have ur own magic ..
ya36eech il.3afya;*
> ShoMii.
Anonymous said...
Wednesday, June 24, 2009 at 7:02:00 PM GMT+3
amazing letter!
رسالة رائعه تجسد في طياتها فلسفة حياة
أحيي الابداع بها!
أروى الوقيان
www.arwaalwaqian.net
Anonymous said...
Sunday, October 2, 2011 at 2:41:00 PM GMT+3